الحمد لله والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه الكرام أما بعد
عن سيد قطب أتحدث وسيأتى إسنادي لذا اللقب ( الذي هوأحق به وأهله ) رحمه الله تعالى- أنوي ان شاء الله جعل هذا موضوع مرجعا لي ولغيرى أثبت فيه جل ما يمر علي من مشايخنا الكرام بخصوص الإمام المجدد ( هذا باعتبار اعتمادي علي معرفة القارئ لأخطائه العقدية والمنهجية بالكبري وليست بالهينة ) لكن أستهل الموضوع بمقدمة أفرغ فيها شئ مما يحضرني من مشاعري تجاة الامام.
المقدمة
( ان النظام الطاغوتي ( عليه من الله مايستحق ) وجد في عائلة اَل قطب عدوا له ، وقد أذاق أفراد هذة العائلة ألوان العذاب ، حيث قتل عددا من أفرادها وفي مقدمتهم ( سيد قطب ) وأذاق الأخرين أنواع الظلم والبغي وسنوات في السجن بلا رحمة ولا أدني شعور أنساني ) (1) وأنا اعذر الطاغوت في ذلك الموقف اذ هو أحق من يتخذ الكرام عدوا يقول الله تعالي
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الحج72 ) وآل قطب أحق من يتخذوا عدو يقول الله تعالي (مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد)البروجِ{8} ) ......
لكن الغريب أنني وجدت تيار من التيارات الأسلامية حارب الامام موازيا لحرب ( الطاغوت ).. إنها ( المدرسة اللي مش عاجبها حد ) (2) انهم ( أصحاب التصانيف الظالمة ) (3)-
عندي مكتبة ألكترونية لأحد علماء المملكة الأفاضل(رائد المدرسة ) فتحتها وجدت حربا دائرة علي سيد قطب ثم وجدت كلمة ثناء وشكراً لحاكم مصر الحالي على كلمة ألقاها في مؤتمر ولم أهتم بقراءة الموضوع الا العنوان فقط أذ أكيد ( هي كلمة وخلاص تطير في الهواء هباء ) لدرجة أنه خطر في ذهني أن ذا العالم ( عالماني ) وحاشاه عن ذلك فهو من الأفاضل لكن هذا الذى خطر فى ذهنى
وانا اسأل من أحق بكلمة الثناء والشكر (سيد أم حاكم مصر )؟وما هى الكلمة الأحق بأن يثنى عليها (آلكلمة التى ألقاها حاكم مصر فى المؤتمر أم الكلمة التى ألقاها سيد (بين ظهرانى العالمين )؟وأودت بة الى ماأودت حتى انتهت برقبته للمشنقة أفنى عمره ((من)) أجل كلمة يقولها و((عن)) كلمة أبى أن يقولها فالاولى هى (لا الة الا الله )والثانية كلمة الثناء على الطاغية (علية من الله ما يستحق)اذ قيل له وهو فى المشنقة اكتب كلمة ثناء على الطاغية نفرج عنك فأجاب الامام قائلا (إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً يقر فيه حكمَ طاغية".) الكلمة التى دبت فيها روحه بعد أن خرجت الىبارئها وسرت فى قلب كل مسلم وأحيت ووجهت أمة وفعلت وستفعل مالم تفعله الجيوش الجرارة ان شاء الله .. أسلمت جوارح الامام لشرع ربها قبل ان يسلم روحه لبارئها ولعله حط برحله فى الجنة مع محمد صلى الله علي وسلم وصحبة الكرم وصاحب يس (ِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ{25} قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ{26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)...........
ان الطاغوت الى الآن والى يوم القيامة يحاول قتل سيد مرة أخري بعد أن لم تجدي محاولة قتله في المرة الأولي (4)
لكن ما بال( القوم ) الأفاضل يساندون الطاغوت في تلك الجزئية..أيصدق عليهم القول الآتى (وحياة المختص - في الغالب - أقرب إلى السلامة والاستقرار ، لأن الفئات التي تنزعج من المفكرين تتخذ من الاختصاصيين وسائل تساندها - ولو بصورة سلبية - في الوصول إلى مصالحها . )(5) أحسن الظن بالأفاضل وأعتقد أن تلك المساندة عن غير قصد غير أني وجدت مقالة على الانتر نت يعلن عن مساندة شبكة (.لاداعى لذكر اسمها ) العنكبوتية للطاغوت والله أعلم بصحة ذلك.
ما سر هذه الحرب من الأفاضل علي ( سيد ) رغم اجماع الأمة علي أن الله عفا عنها في الخطأ في حين أنه لم تشن تلك الحرب علي علماء متخصصين شرعين عاشو زمن سيد أو بيئتة الزمانية ك( محمد رشيد رضا ) أبي السلفية في مصر (6) ومعلوم ماعنده من بدع لم يقصدها رحمه الله تعالي فهو أبو السلفية في مصر وصاحب المنار رحمة الله عليه ...........
أهو شي اعده الله لسيد ؟ هكذا الظن بالرؤوف الرحيم .......... أن جل أخطاء سيد وأمثاله أصبحت في هذا الزمن متاح تصحيحها لأدنى طالب علم سواء في صفات الله تعالى أو الكلام الصريح في القول بوحدة الوجود (أذا صدر من عالم شرعي)فلا تستحق لبيانها لهذه الحرب الشعواء ولكن يكفى ملحقا على كتبه وفقط أيأخذون سيدا بذنب أخرين فهموا كلامه علي غير وجهه والله يقول (وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164 )
وأين صوت الفطرة عند القوم ؟ ( انه في فطرة بني أدم حب من يضحي في سبيل الله فضلاً عن أن يكون هذا الشهيد تاركاً من بعده تراث فكرى عميق (جديد فى المكتبةالاسلامية) ( ,7و ما الذى كتم صوت الفطرة؟
(لمسات نفسية) (9)وأنقل لكم ما يؤكد هذا القول ( والعارف بطبيعة المكوّن الاجتماعي والديني لدى المنشغلين بالعلم الشرعي في المملكة قد لا يستغرب من شدة ردة الفعل من بعضهم تجاه أي طرح يخالف ما عليه الرأي الشرعي المحلي , أو النقد للسائد العرفي في قضايا المرأة و الاصلاح و الانفتاح والتجديد وغيرها .
وأظن أن هناك انغلاق على اراء معينة تحولت مع الزمن إلى قطعيات يصعب مخالفتها , كما أنها جعلت من الصعب سماع اراء اخرى أو التحاور او القبول بالاجتهادات السائغة .. وهذه بيئة مناسبة لولادة التطرف والغلو لأن المناخ الفقهي والاجتماعي محفز لهذا التوالد .
فمثل ما افترضه فيهم من تقبل للنقد والسعة في القبول للغير يجب علي ان أمتثله في نفسي وأتقبل جميع النقد , لأنه في النهاية سيصب في تقويم المسار او تاكيد المنهج .)(10) ولعل هذا السبب أو من أسباب الاصابة بهذه اللمسات وفى هذا توجه لهم( كاتبة اسلامية) نصيحة فى مقال لها ملخصها (لا بأس أيها الملتحف بلحاف الشعور بالعجز وقلة الحيلة، أن تذهب لأقرب طبيب نفسي، وتقول له أنا شخص حاسد أعاني من مشاعر سلبية مزمنة ضد الناجحين من العاملين للإسلام!!
احك له مشكلتك، وأخبره بأنك لم تحصد النجاح الذي كنت تتمناه فوجدت أن سبيلك الوحيد لبلوغ ما كنت تأمل أو للتنفيس عن إحباطك هو السخرية من الدعاة الناجحين !! )(11)
ثم انى لااستطيع ان افعل شيئا فى رفع الظلم والعدوان الذى أوقعه الفضلاء على (مجدد الدين فى قلبى وقلب كل شاب. سيد قطب() الأ بأن تكون كل خطوة لى على الشبكة العنكبوتية تصاحبها
(كلمة دين فيها روح الامام) ولا ادعى انى بالغت فى الانصاف من باب قول الامام مالك
(استعملنا الانصاف لقلة استعمال الناس له) ولا ادعى انى استطيع اعطاء (سيد) حقة من الانصاف الا أننى أنوى بتوقيعى هذا ان يكون سبب باذن الله تعالى فى تراجع ظالم لسيد اذا قرأه
والا فهو أستفزاز له ولعله من عاجل العقوبة في الدنيا وأخيراً لا أخراً
شكراً ( للمدرسة اللى مش عاجبها حد ) علي حربها تلك علي سيد اذ الله تعالي أذا أراد تبصير العباد بجلاء ووضوح الحق سلط علية الظلم والبغي (12) فأنه (للشهواء فضل علي الحسناء ) لولا قبح الشهواء ما عرف جمال الحسناء
شكراً (لسيد قطب ) الذي ضحى بعمره ثم بروحه ليهب كل شاب منها
شكراً ( لسيد قطب ) الفتا المدلل (13) ولم يزل وما زال ( ان شاء الله )
شكراً (لسيد قطب ) أخو الفتي المدلل ( مصعب بن عمير )
سلام عليكم أيها القطب
---------------
1- مقال 'محمد قطب نموذجا' لمحمد سليمان ( مجلة العصر )
2- هكذا يصفهم الشيخ محمد اسماعيل المقدم فى الشريط الثانى من شريط ( أهمية العناية بالتفسير والفقه والحديث ) عند الدقيق 00:60وماقبل ومابعد
3-هكذا يصفهم الشيخ أحمد القاضى فى اجبة سؤالى فى لقاءات المجلس العلمى كما سيأتى بعد
4- انظر فى توضيح هذه العقيدة كتاب الظلال ص 141 فى اول الكلام على الايات 153 ومابعدها
5- من مقال ( بين المفكر والمختص ) لعبد الكريم بكار
6- يكاد يكون اجماعا
7- هذا المعنى سمعته من الشيخ ياسر برهامى ولذا ربط الله تعالى الاحياء بعقيدة خاصة بالاموات فى سبيله وهى أنهم أحياء لم يموتوا
8- وكونه جديدا واضافة للمكتبة الاسلامية فمنقولة من سلمان العودة فى احد فتاويه كما سيأتى ان شاء الله تعالى
9- أنظر رقم 2
10-من (بشرى: الدكتور مسفر القحطاني معنا أخيرا ( 1 2 3 ... الصفحة الأخيرة)
علي الحمدان( فضاء الفضائيات ( ضيف ولقاء ) المشاركة رقم 24
11- من مقال رسائل في النقد الذاتي (7) أمة ليس لها قدوات حية.. لن تستطيع الصمود
مريم عبدالله النعيمي / كاتبة وباحثة إماراتية من مجلة العصر