وقد أكثر السلطان "محمد الغوري " من شراء المماليك واعتنى بتربيتهم واعدادهم لمهمة الغزو والجهاد. ويؤثر عنه أنه كان كلما ناقشه أحد عن ضرورة الحاجة إلى ابن ذكر يحافظ على ملك أسرته من بعده، أجابه بأن لديه ألوفاً من الأبناء، ألا وهم مماليكه الأتراك.
وقد ارتفع بعض هؤلاء المماليك إلى مناصب الحكم والقيادة، نذكر منهم،" يلدز" حاكم كرمان، و " ناصر الدين قباجة " في السند، و" قطب الدين أيبك " في دلهي وهو أقوى الجميع نفوذاً، وقد زوجه السلطان إحدى بناته. وهكذا استطاع محمد الغوري بفضل جهود مماليكه وعلى رأسهم " أيبك "، أن يملك جميع الأراضي الهندية في شمال جبال فنديا vindha حتى مصبات نهر الكنج، فعم بها الإسلام، وتحولت معابدها الهندوسية إلى مساجد ويدفع راجاتها الجزية.
وفي سنة 603 هـ (1206 م) اغتيل السلطان "محمد الغوري"، على ضفاف السند بيد أحد غلاة الإسماعيلية، وبموته اختفت غزنة والغور من التاريخ، وظهرت مدينة دلهي كعاصمة إسلامية لدولة سلاطين المماليك في الهند.