كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
حمل لنا شريط الأنباء في الأيام والأسابيع الماضية جملة من الأحداث الجسام يعجز المرء أن يقف أمامها ساكناً:
- أحداث حصار غزة المستمر، وغطرسة اليهود فيها.
-
زيارة الرئيس الأمريكي منذ أسابيع للمنطقة وكان من تفاصيلها زيارته لأكبر
قاعدة بحرية للأسطول الخامس الأمريكي في "الخليج العربي" في إحدى "دويلات"
الخليج، وأكبر قاعدة أمريكية لمشاة البحرية الأمريكية وغيرها من أسلحتهم
في "دويلة لها مجاورة" منها كان الانطلاق لغزو العراق واحتلاله، ثم رقصه
-أي بوش- مع بعض أمراء العرب "بالسيف" في استقبالات حافلة يتبجح فيها بأنه
حامي الحمى لهذه الدول، ولن يتركها أمام "البعبع" الإيراني المصنوع.
- ساركوزي الرئيس الفرنسي يتفق على إقامة قاعدة عسكرية فرنسية في دولة خليجية أخرى لطمأنة دول الخليج على أمنها.
-
بابا الفاتيكان يـُعمد صحفياً مصرياً كان مسلماً ثم ارتد، وهو -أي البابا-
قد أهداه أحدهم -منذ أسابيع- "سيفا" مرصعاً بالجواهر، وتماثيل ذهبية خالصة
لجمل ونخيل.
- تدشين أول كنيسة في قطر، وخامس كنيسة في الإمارات، وغير ذلك كثير مؤلم، ووالله فوق الاحتمال.
علمونا
ونحن صغار في مادة كانت تسمى "بالتربية القومية" ثم تحولت بعد سنوات إلى
"التربية الوطنية" أن القواعد الأجنبية هي رمز الاحتلال وأن الدولة التي
بها عسكري أجنبي واحد هي دولة محتلة وذلك حتى يتولى أبناؤها الدفاع عنها
بأنفسهم ويرحل آخر جندي أجنبي من على أرضها، ولهذا قامت الثورة. ثم رأينا
ونحن كبار حقيقة أن تكون الدول مستقلة بالاسم محتلة بالفعل؛ حين توجد بها
القواعد الأجنبية، وتنطلق منها القوات الجرارة الهائلة لغزو الدول
المجاورة دون أدنى سلطان لأصحاب الدولة التي على أرضها القاعدة. وأنى
تتكلم الشاة وسط الذئاب؟ وأنى يكون لها رأي أو قرار وهي ترى زميلاتها تذبح
وتمزق أمام أعينها والدور عليها آت لا محالة -لا بل قد أتى- بل قد أكلت؟
لكن وهي سعيدة راضية تنتهك حرمتها، وتدنس أرضها، وتؤخذ ثرواتها، وهي تصف
السعادة وتتلذذ بالعذاب -سمي عذاباً من عذوبة طعمه-، إلى الله المشتكى.
ألا يوجد من يقول لهم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تصلح قبلتان في أرض واحدة)(حسنه الترمذي) وأن الأمصار التي مصرها المسلمون لا
يجوز استحداث دور الشرك فيها بإجماع العلماء؟.
ألا
يوجد من يقول لهؤلاء أن شرع الله سبحانه يمنع من موالاة الكافرين
والاستنصار بهم والاستعانة بهم؟ -لو كانت استعانة- وهي والله ليست استعانة
بل تمكين للكفار من بلاد المسلمين، وغشهم للمسلمين ظاهر وطمعهم في ثرواتهم
وأراضهم لا يخفى على ناظر، وحربهم للإسلام وطعنهم فيه وأذيتهم للمسلمين
ليل نهار ومظاهرة بعضهم لبعض على المسلمين وسكوتهم، بل وتسويغهم لمذابح
المسلمين وانتهاك حرماتهم في المشارق والمغارب معلن بلا إسرار.
أين
خروج صفوان بن أمية وهو رجل واحد في جيش المسلمين مع النبي -صلى الله عليه
وسلم- اثني عشر ألف مسلم، من جيوش جرارة وأسلحة هائلة وقواعد لا يعرف أحد
ولا من حق أحد أن يعرف ما يجري في داخلها؟ وقرارات الحرب والسلم ليست
بأيدي أحد من المسلمين عجباً والله ممن يستدل بهذا على هذا إنه لأشنع من
قياس من قاس البيع على الربا وأراد إلحاقه به، إلى الله المشتكى.
ألا
من ناصح يبين للقوم أن إهداء رؤوس الكفر السيف له معنى ومغزى؟ فماذا تعني
هدية السيف لعدو الله؟ وماذا يعني إهداء تماثيل الذهب له؟ أهذا هدي النبي
-صلى الله عليه وسلم- في الإهداء للكفار مع طعنهم في الدين وإمامتهم للكفر؟
عدل سابقا من قبل محمود المصرى في السبت مايو 03, 2008 9:45 pm عدل 1 مرات