الناس في المسجد يصلون على ميت ويدعون له ، وقد خشعت قلوبهم وجوارحهم لهذا الموقف العظيم وضج المسجد بالبكاء والخشوع والدعاء ثم تسمع صوت الموسيقى تُعزف من حولك ...!!!
واقع يندى له الجبين ...
بينما أنت جالس تتلو كتاب الله وتتدبر معانيه في المسجد أو قاعات الدراسة ثم تنبعث الموسيقى من جوال شخص أو أشخاص ...!!!
واقع يندى له الجبين ...
وأنت في أطهر البقاع على الأرض داخل الحرمين الشريفين في أعز مكان عُبد الله فيه ثم تسمع الموسيقى تلاحقك هناك ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .....!!!!
وقد نسوا أو تناسوا قول الله تعالى ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )
وقال السعدي في تفسير هذه الآية : " وفي هذه الآية الكريمة وجوب احترام الحرم وشدة تعظيمه والتحذير من إرادة المعاصي فيه وفعلها "
ما رأيكم أحبتي في هذه المواقف ..؟؟؟
ويشتد الأسف والحيرة عندما نسمع الموسيقى فيكون مصدرها جوال رجل يبدو عليه علامات الخير والصلاح ... أو من جوال امرأة من الصالحات المحتشمات ...
فما حجة هؤلاء ؟؟؟ وأين الصلاح والتقوى ؟؟؟ وأين القدوة الحسنه ؟؟؟
وإني أربأ بك يا ابن وابنة الإسلام أن تكون جاهلا . فإن مستمع الموسيقى يعتبر جاهلا لأنه ارتكب معصية، وكل عاصٍ لله فهو جاهل : كما قال شيخ الإسلام : قال مجاهد : " كل عاصٍ فهو جاهل حين معصيته " .
فيا أحبتي ... هل ترضون لأنفسكم أن تعدوا جُهالاً ؟؟
ثم إني أخاطب فيكم عقولكم :
هل الطرب والموسيقى أقرب للعقل أم ضده ؟؟
هل ما يصحب الموسيقى أحيانا من التمايل ورقص وتأرجح وحركات بالأيدي والأصابع هل يفعله العقلاء ؟؟؟
أظنكم توافقوني الإجابة ( كلا ).
وقد قال شيخ الإسلام: " فلا يسمى عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه ، والشر فتركة " ولهذا قال أصحاب النار : (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )
ثم إن الموسيقى والمعازف ليست إلا متعة للأذن تستدعي متعة الفرج. فالبحث عن المتع والملذات دائما ليس دليل عقل . بل العقلاء والعظماء وكبار النفوس يبحثون عن المعالي التي لا تحصل إلا بالتعب والجد والصبر والمثابرة بينما الموسيقى دليل الميوعة والخواء والغفلة وقد عدها العلماء من خوارم المروءة وقلة الرجولة.
ثم اعلموا أحبتي أن استماع الموسيقى والأغاني فضلا عن تعمد وضعها نغمات للجوال لا يقتصر أثره على الفرد فحسب ، بل يتعداه إلى المجتمع كله ، إذا ما ظهر وفشي وعمت فتنته .
قال ابن القيم- رحمه الله - : " ومعلوم عند الخاصة والعامة إن فتنة سماع الغناء والمعازف أعظم من فتنة النوح بكثير ، والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم وإشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدو وبلوا بالقحط والجدب وولاة السوء ، والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر "
وكأن هذا الكلام يطابق واقعنا
ويحاكي ما حل بنا ...
فهلا إفاقة قبل الهلاك ...
وهلا يقظة وصحوة بعد سُبات الغفلة ...
وهلا عودة إلى الحنان المنان ونجاة من النيران...
البدار البدار
قبل أن ننتقل من دار إلى دار
فهنا ... عمل بلا حساب
وهناك ... حساب بلا عمل
ثم إني أخاطب أخي وأختي .. أصحاب المروءة والحياء ...
إذا سمعت صوت الموسيقى منبعثة من جوال وأنت في المسجد أو السوق أو المنزل أو مكان الدراسة والعمل أو أي تجمع كان ... فقف قليلاً وأحتسبها لله دقائق نصح ودعوة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر . تقدم لصاحب الجوال وسلم عليه وابتسم في وجهه وادع له ولوالديه بالتوفيق ودخول الجنة وإتباع الكتاب والسنة ثم خذ بيده جانباً وأشعره بالمحبة والشفقة والنصح ثم نبهه على حرمة هذا الأمر وأضراره ووجوب الإقلاع والتغيير بكلمة وجيزة وعبارة لطيفة وطريقة حكيمة وأسلوب مقنع .
وإياك والشدة والتوبيخ والتنقيص وتوجيه النصح للفرد أما الناس أو بطريقة يدركون فيها لا محالة إن المعني والمعاتب هو ذاك الشخص فيدخل عليه الشيطان فتأخذه العزة بالإثم فلا يقبل نصحاً ولا يغير منكراً .
وإياك أن تسمع هذا المنكر فتسكت وتتقاعس وتبحث لنفسك عن المعاذير وإياك والفقه الشيطاني في درجات إنكار المنكر أو التهوين من شأنه أو اليأس لكثرته .
اللهم يا غفور يا رحيم يا ودود يا كريم من كان من المسلمين والمسلمات منتهياً عن هذا المنكر أو قرأ فعدل أو سمع فبدل أو نبه غافلاً ... اللهم يسر أمره واشرح صدره وأسعده في الدنيا والآخرة اللهم وارزقه العافية واليقين واكتبه في الداعين والمجاهدين واحفظه وأهله وأولاده وبيته من الشياطين يا خير الحافظين .
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ملحوظة :
تم الاستعانة بكتيب ( الجوال آفات ومخالفات ) بتصرف بسيط .
لمن يريد الإفادة العودة له وجزى الله مؤلفة عنا خير الجزاء .
منقول للامانة.